البذور الممتازة مربحة للفلاح والاكتفاء الذاتي لايتحقق بالقمح الصلب فقط
تعتبر منظومة البذور والحبوب الممتازة منظومة معقدة وتشمل عدة متدخلين كما أن كلفة إنتاجها مرتفعة جدا وتمر بمراحل أولها المراقبة الحقلية لنحو 3 اشهر تقريبا أو أكثر ثم يتم تجميع البذور من الشركات المنتجة وعددها 4 بتونس لتنطلق عمليات الغربلة والتكييف وتحديد حصص الفلاحة من البذور المثبتة الممتازة بعد استكمال التحاليل المخبرية.
زيادة مساحة إنتاج بذور مثبتة ب28 بالمائة سنة 2025
وحسب معطيات لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، فإن المساحة المتوفرة لإنتاج بذور مثبتة تبلغ حوالي 22 .814 ألف هكتار أي بزيادة في مساحات ب28 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية منها في المناطق المروية.
هذا وتملك تونس 32 صنفا من القمح الصلب مسجلا ولكن المتداول في السنوات الأخيرة عدده 15 صنفا. وبالنسبة للقمح اللين تملك تونس حاليا 23 صنفا تم زرع 7 أصناف منها هذه السنة أما الشعير فهناك 16 صنفا مسجلا ولكن يحتاج القمح اللين والشعير لاهتمام أكبر ضمن الإستراتيجية الفلاحية للسنوات القادمة خاصة أن تحقيق الاكتفاء الذاتي لا يكون فقط من القمح الصلب .
المصادقة على أكثر من 40 % من البذور المنتجة
وفي سياق متصل، تم إلى حدود سبتمبر تجميع 89 بالمائة قمح صلب من المساحات المبذورة و 8.5 بالمائة قمح لين والشعير بنسبة 8.5 بالمائة هذا كما تم إلى غاية 23 سبتمبر قبول أكثر من 40 بالمائة من إنتاج البذور أي ما يعادل 162 ألف قنطار مصادق عليها وأكثرها من أصناف القمح الصلب بعد استكمال التحاليل، وتوجه الوزارة النداء للشركات المنتجة للترفيع في نسق الغربلة والتكيف لتوفير البذور خاصة مع اقتراب موسم الأمطار .
يذكر أن وزارة الفلاحة ضبطت قائمة أسعار البذور الممتازة والعادية التي تم تخصيصها ضمن برنامج لتوفير كميات كافية من الحبوب في إطار الاستعداد لموسم الحبوب 2025 -2026 والتي حددت ب170 دينارا للقنطار من القمح الصلب و140 دينارا للقنطار من القمح اللين و130 دينارا للقنطار من الشعير والتريتيكال.
أما عن قائمة البذور التجارية العادية المراقبة، فقالت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، إنها تتضمن فقط مادة الشعير والتي ستباع بسعر 115 دينارا للقنطار، علمًا أنه سيتم تحميل نسبة 3% إضافية على سعر بيع القنطار من أصناف البذور الممتازة التي بها عقود استغلال تجاري وذلك بعنوان حقوق الاستنباط.
تجربة بعض الفلاحة في استخدام البذور الممتازة
وحول تجربة بعض الفلاحة في استخدام البذور الممتازة، أكد الفلاح ببنزرت الجنوبية أحمد همامي في تصريح لموزاييك جدوى البذور الممتازة لأنها تساعدهم على ترفيع مردود إنتاجية الأراضي، مشيرا إلى انطلاقه في استخدام نحو 10 بالمائة من البذور الممتازة في سنوات مضت ولكن مع محافظة الدولة على استقرار أسعار البذور أصبح بإمكانه استخدام نحو 50 بالمائة من البذور الممتازة للبذر.
من جانبه، قال بوصيري عمري فلاح من منطقة سيد عيش بقفصة انه انطلق في استخدام البذرور الممتازة سنة 2010 قبل بداية دعمها من قبل الدولة حيث كان يقتني البذور الممتازة بمعدل 210 ألاف دينار للقنطار الواحد، مؤكدا أن تطبيق مقاييس صحيحة لزرع البذور الممتازة يوفر إنتاجا مهما قد يصل الى نحو 80 قنطار في الهكتار. وأوضح أنه مع الأسمدة متوفرة يمكن للفلاح توفير إنتاج جيد وبعائدات مالية مهمة .
هناء السلطاني